بعد ” مبادراته “عن القدس والجولان و”صفقة القرن” : ترامب يفتعل ” حربا جديدة بالوكالة ” مع ايران .. بقلم البحري العرفاوي

بقلم الاستاذ البحري العرفاوي

( كاتب وشاعر مستقل )

بعد قراره المنفرد الخروج من معاهدة الاتفاق النووي مع طهران وبعد فشل مؤتمر ” فرصوفيا” ( عاصمة بولونيا ) في تشكيل حلف اسرائيلي أمريكي عربي اسلامي دولي جديد ضد إيران وكل الاطراف الفلسطينية ، من منظمة التحرير وسلطات رام الله إلى زعماء المقاومة الفلسطينية واللبنانية بزعامة حزب الله وحركتي حماس والجهاد ..

Résultat de recherche d'images pour "‫البحري العرفاوي‬‎"

وبعد إعترافه بالقدس عاصمة ل”إسرائيل” ، وبعد أن ” أهدى ” الجولان السوري إلى الكيان الصهيوني ، الادارة الامريكية تفتعل أزمة جديدة مع دولة ايران ، بما يثبت أن ترامب لا يتوقف عن الركض في حقل ألغام.. فاتهم قوات النخبة الايرانية المعروفة ب”الحرس الثوري” ب”الإرهاب”.

· وقد ردت طهران فاتهمت الجيش الامريكي بالضلوع في ارهاب الدولة من خلال جرائمها في البلدان التي احتلتها خلال العقود الماضية ، وعلى راسها العراق وافغانستان ، ودورها في انعاش الارهاب داخلها وفي الدول الاسلامية والعالم اجمع.

· إن تعاقب الاجراءات العدائية تجاه طرف ما لا يعبر عن قوة صاحبها بقدر ما تعبر عن حالة القلق التي تتلبسه وعن حالة “الإرتهاب” التي تتملكه فيظل كمن يصرخ في الظلام لتمزيق “الصمت” ولخرق “الغموض” ولرفع كابوس “الوحشة” في منطقة لا يعلم أسرارها ولا يدري من أين تأتيه “مصائبها”.

· ترامب الذي يعلن فجأة انسحابا من سوريا معتبرا إياها “أرض رمال وموت” والذي يزور قاعدة جنوده في العراق خلسة ولا يستطيع التجوال في شوارع بغداد لا يمكن أن يكون ممتلئا بالقوة وبمشاعر النصر، خاصة وهو يرى الرئيس الإيراني حسن روحاني يزور بعده مباشرة بغداد ويُستقبل في واضحة النهار ويُمضي اتفاقيات مهمة مع الجار العراقي، أو وهو يرى الرئيس السوري يزور طهران ويلتقي المرشد الأعلى للثورة الاسلامية السيد خامنئي بحضور قائد فيلق القدس قاسم سليماني، ثم يكون مباشرة لقاء بالعاصمة دمشق بين قادة أركان كل من إيران وسوريا والعراق بما يعني أن حلفا مقاوما قد تشكل على امتداد المنطقة وأن قواعد الولايات المتحدة في المنطقة كلها في مرمى صواريخ المنتصرين.

++ إن المعارك تُخاض بداية في الخطاب، وهذا ما يمارسه الأعداء حين يرسلون مفردات التهديد والتحريض والتخويف والوصْم بالإرهاب والاتهام بالإجرام والإفساد، وهذا أيضا ما يُدركه قادة الحلف المقاوم حين يستعملون لغة شامخة انتصارية ترد على الأعداء التهم فتصمهم هم بالإرهاب والإجرام وبدعم الارهاب وتصنيعه وحمايته والتحكم به.

· في الوقت الذي يُبدي فيه قادة المقاومة ورجالُ الساحات صمودا وثباتا وشموخا مبشرين بالانتصار وبتحرير القدس والجولان وبجعل العدو ينكفئ انكفاءة أبدية، لا تكف نُخبٌ مهزومة منكسرة عن إشاعة اليأس والبؤس والمهزومية بل نجد من أولئك من يُفلسف “خيانته” و”عمالته” فيُنظر في ترتيب الأعداء ليجعل الصهاينة أقل خطرا ممن يعتبرهم “صفويين” مستثيرا غرائزية طائفية مقيتة متخلفة، متورطا في حرب اقليمية ودولية بالوكلة.

وقد سبق للوبيات أمريكية وصهيوينة وغربية أن ورطت عواصم عربية واسلامية خلال الاربعين عاما الماضية في حروب بالوكالة استهدفت ايران ( 1980-1981) والعراق ( في 1991 ثم بعد احتلال بغداد في 2003 ) وافغانستان ( منذ 2001 ) وسوريا واليمن وليبيا ( منذ 2011)..الخ

· الأحداث تبدو متسارعة متدافعة متلاحقة وبمشهديات صادمة ومربكة ومستفزة ولا يمكن لأصحاب الهمة والإرادة إلا أن يكونوا جاهزين بكل قدراتهم وبكل ثقتهم كي يخوضوا فصلا من فصول معركة قد تكون مقدمةً للمعركة “الأخيرة” حين تكون أمتنا على موعد مع الإنتصار الجميل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *