النادي الإفريقي … أزمة نتائج …خسائر بالمليارات ، قضايا… من أوصل الفريق إلى هذه الوضعية و من يتحمل المسؤولية ؟

عزيزة بن عمر
لم يتوقع أشد المتشائمين أن تكون بداية موسم النادي الإفريقي كارثية حيث لم يسبق لفريق النادي الإفريقي منذ أول موسم كروي في تونس لم يسبق أن تكبد فريق الأبيضو الأحمر 4 هزائم متتالية مع احتلال المركز قبل الأخير برصيد 4 نقاط فرضت وضعية صعبة في محيط النادي خاصة أن المؤشرات المستقبلية لا تبدو ملائمة لانتفاضة على الواقع المرير الذي يمر به الأحمر والأبيض.
انقسامات كبيرة في محيط القرار في النادي الإفريقي إضافة إلى تحركات في الكواليس من أجل إنهاء مهام الهيئة الحالية مع مشاكل وقضايا لدى لجنة النزاعات سواء للاتحاد الإفريقي أو الجامعة التونسية ليزيد المردود المحير للاعبين وعدم القدرة على تجاوز الظروف الحالية في تأزيم الأوضاع ليجد النادي الإفريقي نفسه في نفق مظلم و وضعية معقدة جعلت الجميع يطرحون سؤال من أوصل الفريق إلى هذه الوضعية و من يتحمل المسؤولية ؟.
انقسام الكبارات و الجماهير
** المحامي كمال بن خليل
يقول المحامي كمال بن خليل أن أهم سبب يكمن في انقسام الكبارات، و الجمهور الذي انقسم بدوره ولم يعد ولاؤه للجمعية بل لمن يدفع له.
كما أكد بن خليل أن الرئيس السابق للإفريقي سليم الرياحي هو الذي أغرق الجمعية بالأجور المرتفعة جدا، و دخل في صدام و عناد متسببا في العقوبات المالية ، مضيفا بأن الحل الوحيد الان لابد من التفاف الجميع تماما كما حصل مع الهيئة التسييرية التي كان الجميع معها و ساعد و لم يكن هناك ضرب تحت الحزام كما يقال.
مواطن الخلل في حوكمة الحقل الرياضي
** الاعلامي هشام حاجي
و من جهته قال الإعلامي هشام حاجي، “لا شك أن كل التونسيين يعنيهم مصير هذه الجمعية التي لعبت منذ تأسيسها أدوارا هامة في النضال الوطني وفي كل التحولات التي شهدها المجتمع التونسي الى جانب اسهامها المتقدم في الرياضة التونسية و هو ما يفسر شعبيتها الجارفة واحتضانها للتونسيين و التونسيات بصرف النظر عن أصولهم و توجهاتهم السياسية.
مضيفا أن الأزمة التي يعيشها النادي الافريقي تكشف بعض مواطن الخلل في حوكمة الحقل الرياضي في بلادنا وهو ما يدعو الى الاسراع بتطوير التشريعات التي لم تعد قادرة على مواكبة الواقع الجديد للرياضة.
أما في ما يتعلق بالحلول رأى حاجي ضرورة اسراع الهيئة المديرة الحالية بتعديل الأوتار، اذ ارتكبت اخطاء لا بد من تلافيها ومن المفيد في هذا الصدد النظر في امكانية اعادة توزيع المسؤوليات داخلها حتى يقع “ابعاد” بعض الأسماء عن مواقع القرار.
 فضلا عن تطعيم فريق المسيرين بكفاءات سبق لها ان أفادت الجمعية في مختلف الفروع والتخلي عن عقلية رفض العمل مع كل من انتمى للهيئة التسييرية، مؤكدا انه لا بد للهيئة المديرة بأن تعمل بما يفيد التزامها ببرنامجها الانتخابي وبما يؤكد انها قادرة على انجاز هذا البرنامج حتى لا يعتبر أحباء النادي انه قد وقع “خداعهم” بوعود غير قابلة للتحقق.
و أن يكرس رئيس الهيئة عبد السلام اليونسي وقتا أكبر للجمعية للتواصل مع الأحباء لأن تفضيله العمل في صمت يزيد في تعميق المشاكل، ولا يبرز ما يقوم به لأنه وان لم يصب في بعض الملفات وخاصة في اختيار سيء الذكر سفيان الحيدوسي، فقد تمكن لحد الآن من تغطية الديون الكارثية التي أغرق فيها سليم الرياحي الجمعية.
إضافة الى اضطلاع الهيئة المديرة بدور هام و ضروري في حشد الصفوف و تكريس شعار “قوتنا في لمتنا” من خلال الدعوة الى لقاء مفتوح للمصارحة و وضع اليد في اليد من أجل مصلحة الجمعية.
و الضغط على الرئيس الأسبق سليم الرياحي لتحمل مسؤولياته في الديون التي أغرق فيها الجمعية والتي تمثل تهديدا حقيقيا لوجودها. وإذا كان هذا الأخير حريصا على اثبات تمسكه بالنادي الافريقي فما عليه الا ان يدخل البيوت من أبوابها من خلال المساهمة في عملية انقاذ الجمعية.
و تابع قائلا “لابد من وضع استراتيجية اعادة بناء من خلال التركيز على المستوى الرياضي على مفهوم الانتماء وتكوين الشبان والتخلي عن أوهام الفوز بالألقاب هذا الموسم، والتخلص من عدد اللاعبين الذين تجاوزهم الزمن وأصبح وجودهم مثيرا لأكثر من علامة استفهام، وأخيرا كشف الأحزاب والأشخاص الذين يريدون “توظيف ” الجمعية لخدمة مشاريعهم وطموحاتهم السياسية.
تراكمات ديون بالمليارات و أطراف تنخر السوس
** الصحفي أيمن غرسية
قال الصحفي أيمن غريسة أن المستوى الذي وصله نادي الشعب هو تراكمات مشاكل وديون تركها الرئيس المتخلي سليم الرياحي تقدر بالمليارات وبيع بعض اللاعبين الأساسيين وعدم تعويضهم، فضلا عن اعارة كافة لاعبي النادي الشبان لفرق اخرى، هذا دون نسيان السمسرة التي نخرت النادي عن طريق المدير الرياضي المقال سفيان الحيدوسي الذي قام وبمعية الهيئة المديرة الحالية بعدة تجاوزات في عقود اللاعبين و خلق حساسيات بينهم.
مضيفا بالقول، “في فترة التحضيرات كان الأجدر بالهيئة التواصل مع اللاعبين و ابعاد الأطراف التي تنخر السوس داخل النادي لكن العلاقات الشخصية كانت هي الأساس داخل الفريق، فالرئيس لم يقدر على إقالة أصدقائه الذين نخروا النادي وتركهم يرتعون داخله…فعن أي نادي تتحدثون ؟ النادي الافريقي أصبح تلك الجمعية الخيرية التي تعطف على الفاسدين وعلى من يريد ادخال المزيد من الملايين الفاسدة لحسابه البنكي… مشكلة النادي الافريقي هي هيئته الحالية ايضا و بعض اللاعبين الفاسدين”.
و في حديثه عن الحلول اعتبر غريسة أن ذلك يكمن في عودة اللاعبين للتمارين بالحديقة واخراج أطراف الفساد من لاعبين ومسؤولين وتعويضهم بمن يقدّر الأحمر والأبيض ويتمنى اللعب لأجله ولو ساعة… وعودة الود بين الأب الروحي حمادي بوصبيع ورجل الأعمال فريد عباس، وعودة بعض المسؤولين التي عرف النادي معهم نجاحات، فضلا عن فتح حساب بنكي للأحباء لدعم النادي، وفتح باب الانخراطات، والأهم دمج خطة طبيب نفسي بفريق الأكابر ليعتني باللاعبين ويسمع مشاكلهم اليومية وهو ما تعمل به أعتى الفرق العالمية”.
سياسة عشوائية و عبث بتاريخ النادي
**الصحفي نزار ريحاني
اعتبر الصحفي نزار ريحاني أن المتأمل في الوضعية الكارثية للنادي صاحب الأمجاد العربية والإفريقية يدرك جيدا أنها نتيجة منطقية للسياسة العشوائية التي رافقت الإفريقي منذ قدوم سليم الرياحي في جوان 2012، مؤكدا أن هذا الأخير تسبّب في العبث بتاريخ النادي وتوريطه في قضايا ثقيلة أمام لجنة النزاعات بالاتحاد الدولي لكرة القدم، إذ سُلطت على الإفريقي خطايا بملايين الدينارات في ملفات تخصّ مستحقات مدربين ولاعبين لم يقدموا أيّ إضافة للنادي ومنوها بأن الأيام القادمة قد تشهد ضربة قاصمة لجماهير الأحمر والأبيض خاصة بعد تهديد الاتحاد الإفريقي بإقصاء الفريق من المشاركة في النسخة القادمة من دوري الأبطال.
كما لفت ريحاني الى أن التخبط الإداري الصعوبات المالية، نتاج السياسة الخاطئة التي انتهجها الرئيس السابق سليم الرياحي والتي مازالت وستظلّ كابوسا يقض مضجع كل عشاق صاحب رباعية القرن.
وأن الإفريقي ذهب ضحية الصراعات السياسية باعتبار أن فترة انحدار نتائجه ودخوله في دوامة تسبب فيها التضارب في مصالح رئيس السابق سليم الرياحي الذي حاول استغلال القاعدة الجماهيرية للنادي مطية للوصول إلى أهدافه السياسية، إضافة إلى تشتيته جماهير النادي وإقصائه أبنائه في محاولة منه لطمس هوية ثاني أعرق النوادي التونسي…

مختتما أن البداية الكارثية هذا الموسم شبيهة بما كان عليه الحال الموسم الماضي لكنّه عرف كيف يخرج منها سالما بالحصول على لقب الكأس وإحراز المركز الثاني بفضل تكاتف جهود جماهيره ومسؤوليه والروح الانتصارية للاعبيه، وهو ما يتمناه أحباء النادي في قادم الأيام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *