الكورونا وDiamond Princessوبؤرة الحضانة الأولى

 

تونس-مغرب نيوز

بقلم :منار محمد الاسكندراني

 

22/03/2020
ركب شيخ يبلغ من العمر 80 عامًا يوم 20/01/2020 السفينة السياحية Diamond” Princess” من مدينة “يوكوهاما” في اليابان في رحلة تستغرق 5 أيام إلى “هونغ كونغ”، أين نزل بعض الركاب واستقلها آخرون، ثم اتجهت لمتابعة جولتها نحو اليابان وعلى متنها 3711 راكب، منهم 400 من طاقمها وعمالها، وقرابة 2300 سائح بين سن 60 إلى 90 سنة.
بعد ستة أيام من مغادرة الشيخ السفينة في هونغ كونغ، ظهرت عليه أعراض “كورونا”، وتم التأكد من إصابته يوم 1/02.
وما إن وصلت السفينة المياه الإقليمية اليابانية يوم 4/02 حتى ظهرت أعراض المرض على 10 من ركابها، مما اضطر السلطات اليابانية إلى إخضاع كل الركاب للبقاء على متن السفينة في حجر صحي لمدة أسبوعين.
شملت الإصابات 712 حالة، شفي منهم 527، ومازال 191 لم يتعافوا بعد، منها 14 في حالة حرجة وسجلت 8 حالات وفاة.
نلاحظ أن 83٪ لم يصابوا بالمرض، والغريب أنه لا يوجد فرق شاسع في الإصابة بين الركاب الصغار والمسنين من حيث الإصابةُ بالفيروس، بل نلاحظ أن الأعمار بين 60 و69 عامًا كانوا أشد مناعة من المراهقين أنفسهم، كما أن ثلاثة أرباع المسنين فوق الثمانين لم يصابوا بالفيروس.

Diamond Princess Mysteries


تمثل هذه الصورة الاحصائيات في علاقة بالسن لمن لم يصبهم الفيروس أصلا.

الثمانية المتوفون بتأثير من الفيروس، كلهم فوق السبعين، رغم أن الشباب كانوا، بشكل عام نسبيا، الأكثر عرضة للإصابة مع ظهور الأعراض عليهم.
النتيجة المهمة التي تُستنتج، أن 80٪ من الركاب لم يصابوا بالعدوى، وأن 10% مر بهم الفيروس لكن دون أعراض وشفوا.
معدل الوفيات بالنسبة لمجمل الركاب قد يصل إلى 0,35% ، أما معدل المتوفين نسبةً للمصابين حوالي 2% إذ أن هناك حالات حرجة لا يعرف مصيرهم بعد.

تمثل هذه الصورة الاحصائيات في علاقة بالسن لمن أصابهم الفيروس ولم تظهر عليهم أعراض المرض حولي 48٪.

هذا المثال يعتبر مهما للاستشراف، إذ أنه يمثل دولة مغلقة، فلو جُعل قياسا وأُسقِط على تونس مثلا، مع المحافظة على النسب، فستكون الحصيلة كالتالي:
عدد السكان: 11.000.000
عدد المعافين: 8.800.000
عدد المصابين دون وجود أعراض: 1.100.000
عدد المصابين مع وجود الأعراض: 1.096.150
عدد الموتى المنتظر لا قدر الله: 3.850
الإيجابي، وحسب المقارنات الموجودة، وعلما أن تونس أكبر مساحة من الباخرة، إذ أنها نظام مفتوح، فإمكانية مرور العدوى ستكون أقل بكثير مما بلغته السفينة، وعليه فإن عدد المتوفين سيكون بإذن الله أقل بكثير من 3850 خاصة أن عدد الموتى في تونس وصل إلى حد هذه الساعة 3 وفيات أي بمعدل 0.28 على مليون نسمة.
لكن ضعف البنية التحتية الصحية للدولة وغياب وعي المواطن يدفعان لاستشراف أسوأ السيناريوهات، حيث قد يصل عدد الوفيات في أقصى تقديرها حسب المثال أعلاه إلى 7700 شخص.
وفي انتظار الدواء وفي ظل الحجر الصحي المفروض من الدولة، فإن هذا الاستشراف الحسابي لا قيمة له إن لم يكن المواطن صارما مع نفسه ومن يعوله وملتزما بالحذر ومسؤولا عن الأمن الاجتماعي، لأن سرعة انتشار العدوى كبيرة جدا. ففي السفينة بدأ الوباء ينتشر من واحد ليصل إلى 10 في أربعة أيام ثم من 10 إلى 712 شخص لنفس المدة، أما في إيران يتوفى يوميا كل 10 دقائق شخص من جراء الفيروس، ويصاب 50، وفي إيطاليا عبرة لكن له قلب أو ألقى السمع فهو شهيد.
اليوم، فإن العدد الإجمالي في العالم للمصابين قد بلغ 313.415 وعدد الموتى 13.548، أما عدد الذين تماثلوا للشفاء 95.874
المطمئن في الاحصائيات أن نمو العدوى في العالم يتقلص يوميا.
لكن هذا الوباء قد يصيب مجددا من تعافى منه، وهذا ما يعني وجوبا: التوقي من الفيروس أمن قومي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *