“الثورات العربية الجديدة ” تلقائية أم مؤامرة أمريكية؟… بقلم كمال بن يونس

خرج الزعيم العراقي مقتدى الصدر من صمته وحذر واشنطن والجهات الاجنبية من ” ركوب موجة الاحتجاجات الشعبية العراقية ” ومطالبة المتظاهرين بالتغيير . وحذر مما أسماه تنظيم النتخابات الجديدة ” تحت اشراف أمريكي وأجنبي” واعتبر ان ” العراق لا يحتاج مساعدة قوى الاستكبار العالمي “..وهي التسمية التي تطلق في العراق وايران على  قوى الاستعمار الجديد أو” الامبريالية الامريكية “..
ويكتسي تهديد مقتدى الصدر أهمية كبيرة لأنه كان أبرز الزعماء الشيعة الذين دعوا الى اسقاط الحكومة ورئيسها ضمن الصراع بين الزعامات الشيعية العراقية الموالية لطهران ومعارضيها ..الى درجة أن بعض الزعامات الشيعية الدينية في ايران وصفت الاطراف التي تقف وراء الاحتجاجات واعمال العنف ب” شيعة بريطانيا “..
ثورة شباب لبنان
وقد شهدت لبنان  صراعات مماثلة بين القوى السياسية الموالية لطهران ولحسن نصر الله وتلك التي تعارضها..خاصة أن زعماء من تيارات فكرية وسياسية لبنانية مختلفة بعضها  شيعية طالبت بغلق مرحلة المحاصصة الطائفية واتهمت عدة عواصم خليجية وغربية وسياسيين في طهران بتأجيجها..
لكن نصر الله وحلفاءه في الحكومة والبرلمان اعترضوا على دعاة “اسقاط النظام” ووجهوا اليهم اتهامات خطيرة بينها خدمة الاجندات الاستعمارية ومصالح واشنطن حلفاءها الخليجيين العرب..

الحراك في الجزائر والسودان

مرة أخرى ينزل الملايين الى الشوارع في الدول العربي للمشاركة في احتجاجات شعبية على الاسعار والبطالة والفقر والرشوة والفساد وللمطالبة بالتغيير السياسي وبثورة شاملة ، لكنها تفاجأ بمعارك كبار السياسيين داخل بلدانهم وخارجها ..
سجلت نفس الظاهرة قبل اشهر في السودان والجزائر وجزئيا في الاردن ..
وكانت الظاهرة أوضح في 2011 عندما انتفض الشباب والفقراء وأبناء الطبقات الوسطى في أغلب الدول العربية من تونس الى اليمن والدول الخليجية ومن المغرب الاقصى الى ليبيا ومصر وسوريا ..
وبرز تفاؤل كبير بنجاح مسار شامل للتغيير والاصلاح السياسي والاقتصادي والثقافي والتنمية الشاملة ..
لكن الحروب بالوكالة وعمليات الحلف الاطلسي سرعان ما خلطت الاوراق وتسببت في دفع الوطن العربي نحو الاقتتال ومعارك هامشية زادت معاناة الشعوب وعمقت مأساة الفقراء والشباب والعاطلين عن العمل والمعارضين السياسيين النزهاء..
فهل تتفاعل السلطات العراقية واللبنانية مع المطالب المشروعة للجماهير الغاضبة بدءا من محاربة الرشوة والفساد والفقر والبطالة أم يحصل العكس ؟
وهل تنجح تلك القيادات فعلا في اجهاض مبررات تدخل عواصم اقليمية ودولية ومساعيها لركوب موجة الاحتجاجات خدمة لاجندات استعمارية ولصراعاتها مع طهران وقيادات سياسية اقليمية موالية لها في لبنان واليمن والعراق وسوريا ؟
أم يحصل العكس فتتضاعف مبررات التدخل الاجنبي والخليجي العربي في الشان اللبناني والعراقي الداخلي سياسيا ردا على ما تعتبره دعما ايرانيا للحوثيين في اليمن ولحزب الله وحركة امل في لبنان ولعدد من الاطراف السياسية العراقية وللنظام السوري ؟
 تبعية مالية وسياسية
لقد طرح الاشكال منذ اندلاع موجة الاحتجاجات والثورات العربية السلمية في 2011 عندما انقسمت الاطراف السياسية بسبب اختلاف تبعيتها ماليا وسياسيا للانظمة العربية والعالمية .. فضاعت المطالب المشروعة للشعوب بسبب تلك الانقاسامات و” لعبة المحاورالاقليمية والدولية “..
فهل كتب على الشعوب العربية وثوراتها أن تبقى دوما وقودا لصناع القرار العالمي ولأجنداتهم ؟
هل كتب على المعارضين العرب ان يلعبوا دوما دور” الشهيلي ” : يتحركون ويقدمون التضحيات ويجني غيرهم الثمرة ؟
عسى أن يستوعب قادة الانتفاضات وزعماء ” الحراك الشعبي” كل قوانين اللعبة السياسية الداخلية والإقليمية والداخلية ويدركوا أن ركوب الموجة من قبل اعدائهم في الداخل والخارج قد يكون كذلك باسم ” الثورجية ” و المقدسات الدينية ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *