نظمت مؤسسة ابن رشد للدراسات العربية و الإفريقية بالاشتراك مع جمعية البرلمانيين التونسيين ندوة مفتوحة يوم السبت 7 جانفي 2017 لممثلي كل التيارات الوطنية حول تحت عنوان “الاستثناء التونسي والوحدة الوطنية : المكاسب والتحديات و الآفاق” و ذلك بفضاء ” المعهد العربي لرؤساء المؤسسات ” IACE
الجلسة التمهيدية للملتقى تضمنت مداخلة للمستشارة في رئاسة الجمهورية سعيدة قراش و أخرى لعميد المحامين السابق الفاضل محفوظ ثم محاضرة قدمها المؤرخ عبد اللطيف الهرماسي حول دلالات المؤتمر الوطني الذي جمع لأول مرة في أوت 2016 الزعماء السياسيين و النقابيين من مختلف الأحزاب و التيارات و القوى السياسية و أبعاده و سيناريوهات التوافق و المصالحة الوطنية اليوم .
كما حضر أشغال الندوة رموز من الأحزاب المشاركة في الحكومة و من ممثلي المعارضة و خبراء و جامعيون وسياسيون من مختلف التيارات الوطنية بينهم الأساتذة عزيز كريشان و عبد الحميد الارقش و هيكل بن محفوظ ورفيق عبد السلام و سنية زكراوي و زعامات سياسية و نقابية وطنية و رؤوف الخماسي وعبد الحميد الارقش و نور الدين العرباوي و محمد الغرياني و منذر الزنايدي ورضا الشكندالي و جنات بن عبد الله ..
و أكد المشاركون في المنتدى على ضرورة تسريع الإجراءات الخاصة بالمصادقة على مشروع قانون المصالحة الاقتصادية، معتبرين أنه يعد “أساسا لإعادة بناء الوحدة الوطنية”.
https://web.facebook.com/Maghrebnews.org/videos/772025902929098/
و دعت مسودة بيان بعنوان “بيان في الحاجة المتأكدة للمصالحة” إلى “الانتصار” لمشروع قانون المصالحة الاقتصادية الذي تقدمت به رئاسة الجمهورية وطي صفحة الماضي وعدم الانصياع إلى الأهواء و الأحقاد على حساب المصلحة الوطنية.
و اعتبر بيان الندوة، أن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها تونس اليوم هي “أعمق بكثير من الأزمات السابقة، لأن أزمة اليوم متزامنة مع الحرب على الإرهاب ومع أوضاع إقليمية وعالمية متغيرة”.
و اعتبر رئيس جمعية البرلمانيين التونسيين جمال الدين خماخم أن المصالحة الوطنية باتت اليوم ضرورة لا بد من العمل على تحقيقها لأنها أساس الوحدة الوطنية .
و قال ” لا نستطيع الحديث عن الوحدة الوطنية بالإقصاءات أو دون القطع مع الماضي ” مضيفا أنه تمت دعوة كل التيارات السياسية إلى الحوار لفض كل الإشكاليات المطروحة و الدفع نحو المصالحة لتحقيق الوحدة الوطنية من أجل مواجهة التحديات الإقتصادية و الإجتماعية و الأمنية االتي تشهدها تونس.
و أفاد خماخم بأن كل التيارات و الأطياف السياسية بات لديها وعي كبير بأهمية العودة إلى الحوار الوطني و ضرورة تحقيق المصالحة مشيرا إلى أن المشكلة تكمن في تعطيل إجراءات المصادقة على القانون الخاص بالمصالحة الإقتصادية رغم أنه جاهز و تمَت مناقشته على مستوى اللجان البرلمانية .
جمال الدين خماخم لمغرب نيوز – لا بد من المصالحة الوطنية و أردنا من هذه الندوة الرجوع إلى الحوارمغرب نيوز Maghreb News
Posted by مغرب نيوز Maghreb News on Saturday, January 7, 2017
أما أستاذ التاريخ عبد اللطيف الحناشي فتعرض من جهته إلى تجربة التوافق بين تيارات سياسية وفكرية ونقابية في مؤتمر ليلة القدر (فيفري 1946) والذي عرف لاحقا بـ “مؤتمر الاستقلال”، مؤكدا أنه “مثل تجربة من تجارب تونس الناجحة حول ميثاق وطني”.
فيديو – مداخلة عبد اللطيف الحناشي في ندوة ابن رشد و جمعية البرلمانيين: مؤتمر ليلة القدر 1946 كان أول موعد للتوافق بين الدستوريين و الزيتونيين و القوميين و النقابيين و اليسار الوطنيمغرب نيوز Maghreb News
Posted by مغرب نيوز Maghreb News on Wednesday, January 11, 2017
أما وزير الخارجية الأسبق و القيادي في “حركة النهضة”، رفيق عبد السلام، فقال من جهته إن تونس ذهبت بانتهاجها سياسة التوافق ” في الاتجاه الصحيح واختصرت الجهد والوقت على الثورة التونسية التي جاءت لإصلاح الإخفاقات والبناء على مكتسبات وانجازات دولة الاستقلال”، حسب تعبيره.
رفيق عبد السلام لمغرب نيوز – التوافق أهم الإنجزات التونسية مقارنة بدول المنطقةمغرب نيوز Maghreb News
Posted by مغرب نيوز Maghreb News on Saturday, January 7, 2017
و قال القيادي في حركة النهضة علي العريض إن الحركة مع المصالحة الوطنية و مسار الإنتقال الديمقراطي سيتوج بالمصالحة الوطنية و لكن هاته الأخيرة تتطلب جهدا سياسيا كبيرا ن جميع الأطراف من أجل التوجه نحو بناء المستقبل و طي صفحة الماضي و تفادي الانتقسامات السياسية و التاريخية
https://web.facebook.com/Maghrebnews.org/videos/771199653011723/
من جهته قال رئيس المكتب السياسي للنهضة نور الدين العرباوي، أن حركته تغيرت بعد مؤتمرها العاشر (ماي 2016) و تخلت عن “الاحتجاج” و أصبحت تطرح نفسها “كخيار و رافعة للواء الإسلام الديمقراطي “، على حد قوله.
ولاحظ المظفر أيضا أن التوافق السياسي الذي حصل في تونس في صيف 2013 كان “استثناء هشا نظرا لأن المصالحة الوطنية غير مبنية على قاعدة صلبة و لوجود نسبة عالية من الحقد والضغينة بين التونسيين”، حسب تعبيره.